... السيـد نصـر الله: حصـار غــزة يؤكد أننا أمـام عمــلية تصـفية لمرتكزات القضية الفلسطينية ...

دعا السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الأمة العربية والإسلامية باختلاف أطيافها إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والتاريخية تجاه مايعانيه الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

وتوجه الأمين العام لحزب الله.. في كلمة له مساء أمس حول الحصار الإسرائيلي الجائر لقطاع غزة بثته قناة المنار إلى البشرية جمعاء وإلى الذين يحتفلون بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالقول.. يوجد مليون ونصف المليون انسان في غزة يواجهون الجوع والمرض وخطر الموت ولكل من يؤمن بكرامة الإنسان والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان نوجه هذا النداء الذي يعني أن يتوجه الى كل المرجعيات الدينية والسياسية والثقافية والحقوقية والإنسانية في العالم من الفاتيكان إلى كل الكنائس.

وقال السيد نصر الله إنه في ظل التصعيد السياسي والميداني الإسرائيلي والتهديدات العسكرية الإسرائيلية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا يبدو هناك أي أمل لفك الحصار الإسرائيلي الجائر عن القطاع وأهله في المدى القريب.

وطالب الأمين العام لحزب الله بفتح المعابر مع قطاع غزة بشكل دائم ونهائي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يعيش في الظلام جائعاً مريضاً موضحاً أنه ومنذ عدة أسابيع يعيش أهلنا الصابرون الصامدون في قطاع غزة حالة حصار مطبق دون أن يفتح لهم باب أو نافذة على هذا العالم الواسع ما يوجب علينا جميعاً وفي مختلف المواقع وانطلاقاً من مختلف الحيثيات وقفة تأمل وبحث عن المسؤولية والواجب تجاه هذه المعاناة الإنسانية الكبرى

ولفت السيد نصر الله إلى أنه وبعد ستين عاماً من احتلال فلسطين نجد أنفسنا أمام مرحلة جديدة تجهد فيها أمريكا وإسرائيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية في جميع مرتكزاتها وأركانها وأسسها موضحا أن قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة لا أفق لها أمام الاجماع الأمريكي والإسرائيلي والتواطؤ الدولي والسكوت العربي في مسألة حق العودة وتثبيته وتنفيذه والتخطيط لتوطين وتجنيس الفلسطينيين اللاجئين في البلدان التي يقيمون فيها.

وأشار السيد نصر الله إلى أن إسرائيل تعمل بشكل دؤوب لتهويد القدس المحتلة ولتهجير من تبقى من سكانها الفلسطينيين عبر التضييقات في كل مجال وهدم المنازل تحت أي حجة مشيرا الى التهجير التدريجي الممنهج للفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال الجدار وانعدام فرص العيش والحواجز والاعتقالات والظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن ما قالته وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيبي ليفني من تهجير الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى الضفة الغربية لم يكن زلة لسان وإنما هو تعبير عن موقف يجمع عليه المسؤولون الإسرائيليون وهذا حلم الإسرائيليين وعملهم الدائم من أجل إقامة ما يسمونه دولة يهودية نقية وهذا ما يحظى بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية وتأييد العالم.

وقال السيد نصر الله إننا اليوم أمام تصفية كاملة لكل مرتكزات وأركان القضية الفلسطينية تحت عنوان حصار غزة الذي يهدف إلى كسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وإحباطه لفرض الشروط الأمريكية والإسرائيلية عليه وللقبول بتسوية مذلة لا تحفظ حتى الحد الأدنى من الحقوق المشروعة لهذا الشعب.

وأضاف نصر الله أن الشعب الفلسطيني صمد على مدى 60 عاماً وتحمل وقاوم وقدم التضحيات الجسام واستطاع أن يمنع تصفية القضية الفلسطينية رغم تواطؤ العالم وخذلان الصديق وإحساس الكثيرين حتى في عالمنا العربي بأن هذه القضية باتت عبئا عليهم ويريدون التخلص من هذا العبء بأي وسيلة.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن في غزة مشهدين مشهد الحصار والتجويع والتعتيم والظلمة والبرد القارس والمرض والغارات الجوية الإسرائيلية والمشهد المقابل هو الصبر والصمود والمقاومة والعناد والثبات على الحق وعلى الموقف ولست بحاجة لتقديم الشواهد فكلنا نرى ونسمع من خلال وسائل الإعلام تصريحات وتعبيرات أهل غزة وما عبروا عنه من موقف ومن مضمون في هذا المجال.

وأشار السيد نصر الله إلى أنه لو تحمل العرب المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية لما احتلت فلسطين ولما قام هذا الكيان الغاصب الذي ارتكب بحق أهلنا أبشع المجازر ليس في فلسطين فقط بل في أكثر من بلد عربي وواصل وما زال يواصل عدوانه عليها منذ 60 عاماً.

وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بدعوة اللبنانيين إلى تظاهرة حاشدة في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة القادم لمساندة صمود الشعب الفلسطيني وثباته ومناشدة لفك الحصار عن قطاع غزة مشيراً إلى أنه ستكون مظاهرة تأييد لخيار الصمود والمقاومة والتمسك بالحقوق وعدم التنازل عنها أياً تكن التهديدات والتضحيات والصعوبات.