الإفطار والسحور على ضوء الشموع |
يهل رمضان على غزة والحصار الخانق المفروض عليها منذ أكثر من عام تمتد أذرعه وتزداد لتحرق يابس الأرض وأخضرها.. في كل بيت ثمة حكاية تتدلى من حروفها رائحة الحزن، وتنبعث من كلماتها أصداء أصوات لقلوب مجروحة تهمس بألم: "بأي حالٍ جئت يا رمضان!".
"إسلام أون لاين.نت" تجولت في شوارع غزة، ومشت على أرصفة طرقاتها، واستمعت لأنين مآذنها وهي تشكو تعب الحصار، وسيف الانقسام، وقسوة الاحتلال.
في منزل "أم عادل قاسم" التقطنا بطاقة الاعتذار الأولى "الشموع" الحاضر الأول على مائدة الإفطار، فعلى ضوئها النحيل تتناول العائلة طعامها، ليتكرر نفس المشهد على السحور.
الكهرباء تغادرهم لأوقاتٍ كثيرة وبالكاد تأتي.. بصوتٍ مرهق تعترف أم عادل لـ"إسلام أون لاين.نت": رمضان هذا العام جاء في ظل أجواء خانقة.. لا وقود.. لا كهرباء... على ضوء الشموع نصوم وعليها نفطر.
في الصباح تبدأ رحلة بحثها عن عيدان القش وأوراق الشجر.. يأتيها زوجها بأكوامٍ من الحطب والخشب لتبدأ رحلة الطهي على "فرن الطين"؛ فقد نفد الغاز، ويلزمهم للحصول على نصف أسطوانة الوقوف في طابورٍ طويل لأيامٍ وأسابيع.
الكهرباء تغادرهم لأوقاتٍ كثيرة وبالكاد تأتي.. بصوتٍ مرهق تعترف أم عادل لـ"إسلام أون لاين.نت": رمضان هذا العام جاء في ظل أجواء خانقة.. لا وقود.. لا كهرباء... على ضوء الشموع نصوم وعليها نفطر.
في الصباح تبدأ رحلة بحثها عن عيدان القش وأوراق الشجر.. يأتيها زوجها بأكوامٍ من الحطب والخشب لتبدأ رحلة الطهي على "فرن الطين"؛ فقد نفد الغاز، ويلزمهم للحصول على نصف أسطوانة الوقوف في طابورٍ طويل لأيامٍ وأسابيع.
نكهات التقشف
على مقربة من بيته استوقفتنا بطاقة مكتوب على غلافها: "الغلاء لا يصوم"، فأمام حرارة فواتير الحياة فستضطر العائلة لحذف خيارات كثيرة من القائمة الرمضانية مكتفية بنكهات التقشف.
بنبراتٍ حزينة يسرد "محمود صبيح" حروف الحكاية: "لم يحدث أبدا أن استقبلنا شهر رمضان على هذا القدر من المرارة.. استمرار الحصاد أرهقنا.. الأساسيات تحولت إلى كماليات.. لم نتمكن من توفير سوى أهم الأهم".
تلتقط زوجته طرف الحوار: "نكتفي بتحضير صنف واحد فقط.. الأسعار ترتفع بشكل خيالي وجنوني.. ألا يكفي ما لاقيناه في توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد؟! جيوبنا خاوية، والأسعار عالية جدا".
تلتقط زوجته طرف الحوار: "نكتفي بتحضير صنف واحد فقط.. الأسعار ترتفع بشكل خيالي وجنوني.. ألا يكفي ما لاقيناه في توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد؟! جيوبنا خاوية، والأسعار عالية جدا".
بوجهٍ شاحب وعيونٍ دامعة يلوح الطفل "لؤي مهنا" صاحب الثمانية أعوام ببطاقته: "بابا أخبرني أن فانوس رمضان ارتفع ثمنه، ولن يكون بمقدوره شراؤه لي".
لؤي استبدل الفانوس بعلبةٍ حديدية فارغة.. وفي داخلها وضع شمعة وأنارها، ضوؤها لم يُضاه ألوان الفوانيس الزاهية والجميلة، لكن "الفانوس الجديد" كان كفيلا برسم ابتسامة كبيرة على شفتيه.
بطاقة التاجر "هاني مقداد" جاءت مُحملة برائحة التعب: "القدرة الشرائية لدى المواطنين تراجعت كثيرا.. تكاد تكون معدومة، جميع من يمر أمام المحلات يتفرج على ما هو معروض دون أن يشتري، الأسعار تجعلهم ينصرفون تاركين السوق بما حوى".
دموع الأسر
وللمرة الثانية تستقبل غزة شهر رمضان، وجرح الخلاف الداخلي، وانقسام جناحي الوطن لا زال غائرا لم يندمل.
بكلماتٍ تنتفض في وجه واقع مؤلم يروي لنا الطالب الجامعي "أحمد السوسي" ما حوته بطاقته": نريد لهذا الوطن أن يتحد، لقد ذبحنا الانقسام وطول أمد الخلاف، لنتوحد.. ولنودع لغة التجريح والكراهية، رمضان شهر المحبة فلم لا نستغل حضوره ونفحاته؟!".
بكلماتٍ تنتفض في وجه واقع مؤلم يروي لنا الطالب الجامعي "أحمد السوسي" ما حوته بطاقته": نريد لهذا الوطن أن يتحد، لقد ذبحنا الانقسام وطول أمد الخلاف، لنتوحد.. ولنودع لغة التجريح والكراهية، رمضان شهر المحبة فلم لا نستغل حضوره ونفحاته؟!".
وبحروف الوجع تسرد أم الأسير"عبد الحليم عبد الله" المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بطاقتها قائلة: "دموعنا لا تجف.. مذاق الطعام لا نشعر به، 14عاما وأنا أحلم أن يأتي ليفطر معنا، تجمعنا مائدة واحدة، أنصت لصوته وهو يقرأ القرآن.. يُوقظني بحنان، في كل يوم من رمضان نموت ألف مرة".
رمضان بلسم الجراح
"لوحات الألم والدمعات النازفة ستخلف أزمات وضغوطا نفسية تنغص على القلوب استقبال الشهر الكريم، والاحتفاء بقدومه بشكلٍ يليق به"..
بهذه الكلمات بدأ الدكتور "درداح الشاعر" -أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بمدينة غزة- حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت"، ليضيف وهو يقلب البطاقات ويقرأ سطورها: "انقسام.. حصار.. وجراح خلفها الاحتلال، كل هذه التراكمات تترك آثارها الواضحة على الجميع، فهذه أم لا يُمكنها إعداد الطعام لنفاد الوقود، وهذا أب عاجز عن توفير فانوس واحد لطفله، وآخر يقف حائرا أمام طلبات لا تنتهي.. شعور هؤلاء بالقهر وبعدم الاطمئنان يولد العديد من الأمراض النفسية أبرزها الاكتئاب، والقلق الدائم".
بهذه الكلمات بدأ الدكتور "درداح الشاعر" -أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بمدينة غزة- حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت"، ليضيف وهو يقلب البطاقات ويقرأ سطورها: "انقسام.. حصار.. وجراح خلفها الاحتلال، كل هذه التراكمات تترك آثارها الواضحة على الجميع، فهذه أم لا يُمكنها إعداد الطعام لنفاد الوقود، وهذا أب عاجز عن توفير فانوس واحد لطفله، وآخر يقف حائرا أمام طلبات لا تنتهي.. شعور هؤلاء بالقهر وبعدم الاطمئنان يولد العديد من الأمراض النفسية أبرزها الاكتئاب، والقلق الدائم".
أيضا افتقاد أسر غزة لحاجات رمضان الأساسية، وتغيير نمطهم الاجتماعي كفيل بزيادة معدلات التوتر النفسي والإحباط، فكيف بعائلة كانت تحتفي العام الماضي بالولائم وإعداد ما لذ وطاب في شهر رمضان، وجدت نفسها اليوم أمام مائدة فارغة.. طبيعي أن تتذمر ويلفها الحزن.
ويتمنى أستاذ علم النفس أن يكون رمضان فرصة لأن تتصافى القلوب وتتآلف؛ لاحتواء الانقسام السياسي الذي يزيد من أوجاع المدينة فيقول: "قدوم رمضان والخلافات الداخلية تسكن كل شارع وحارة يعمق الضغط النفسي، ويصيب الكثيرين بألم حاد، نعم نعيش ظروفا استثنائية ولكن بلسم شهر الصبر والتسامح كفيل بمداواة كل الجراح".
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:58 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:55 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:54 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:49 am من طرف bulbul92
» تيني ديل 2014
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 6:42 am من طرف mohamed elame
» شرح كامل عن موقع Tinydeal الموقع الصيني الشهير :
الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 8:10 pm من طرف mohamed elame
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574 ونقل العفش
السبت أغسطس 23, 2014 11:42 pm من طرف معاويه علي
» ارقام شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574
الجمعة أغسطس 22, 2014 12:21 am من طرف معاويه علي
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574
الخميس أغسطس 21, 2014 12:20 am من طرف معاويه علي