من طرف بغض النظر عن نجاح "باب الحارة"- الجزء الثالث أو فشله، لابد من الاعتراف بأن هذا المسلسل وضعنا في زاوية ضيقة من بعض العادات التي بذل مجتمعنا السوري جهوداً جبارة للتخلص منها، وما يزيد الطين بلة أن الأطفال بجميع الأعمار باتوا الشريحة الأكبر التي تواظب على متابعة المسلسل، حتى صار النوم قبل الساعة 11 مساءً ضرباً من المستحيل.
بليلا بلبلوكي ... شكلين ما بحكي .. وغيرها من العبارات التي رددتها شخصيات "باب الحارة" خلال أجزاء المسلسل والتي باتت مؤلفة بالنسبة للكبار لدرجة أصبح البعض يردها من باب التندر باتت أيضاً جزءاً من عبارات يرددها الأطفال، فلم يعد مستغرباً أن نجد طفلاً يعيد عبارات أبو غالب بائع البليلة ويضيف عليها عبارات جديدة مستوحاة من حياته أو طفلاً يقلد معتز بعصبيته وحركاته أو آخر قد رسم شوارب "العكيد" وبات يعيد كلامه بحرفية مذهلة .
إلا أن تأثر الأطفال بهذا المسلسل كانت له ردة فعل متناقضة بين الأهالي، فمنهم من أخذ الموضوع على أن مسلسلات البيئة الشامية موضة ستأخذ حدها بين الأطفال وتمضي كما المسلسلات التركية، ومنهم من وجد لهذا التأثر أبعاداً لم يكن راضياً عنها.
السيدة منى التي استفاضت بالحديث عن ابنها ووصفه وهو يمشي يومياً في حديقة المنزل ويقلد بائع البليلة ويردد كلماته وقد كان في الجزء السابق يقلد الشاب الأعمى ( اصطيف الجاسوس) بعصاه وحركاته ليست راضية بهذا التأثر وتحدثت عن وجهة نظرها قائلة:" نحن الأهالي لم نصدق كيف تخلصنا من موضة المسلسلات التركية وتأثر الأطفال بها ليأتي بعد ذلك مسلسل "باب الحارة"، فعلى الرغم من أن "باب الحارة" يطرح قيماً جميلة كالشجاعة والشهامة إلا أنه يرسخ عبارات وأفكاراً عن زمان مضى، حيث يمكن للكبار أن يتفهموها لكن بالنسبة للأطفال فلا يستطيعون استخلاص ما يفيدهم من هذه الأفكارالتي تتعارض مع عصرنا الراهن".
ونوهت السيدة منى إلى أن الأطفال حسب وجهة نظرها يتأثرون بشخصيات المسلسل السلبية أكثر من الإيجابية، فنلاحظ أن بائع البليلة وقبله الأعمى وشخصية أبو بدرهي من الشخصيات المحببة والتي يقلدها الأطفال بصورة كبيرة، وذلك لأن المخرج وضع لها "كاركتر" مميزاً يجذب الطفل إليها كالعبارت التي يرددها أبو غالب ودعاويه خلال بيع البليلة التي باتت محفوظة من قبل الأطفال عن ظهر قلب.
أما السيد سعيد، فأشار إلى أن طفله من المغرومين بشدة بشخصية معتز، حتى إنه بات يمسك عصا مثله ويقلده بطريقة كلامه وحركاته ولم يكتف بهذا التقليد في البيت إنما أيضاً في المدرسة وبين زملائه ومدرسيه.
السيد سعيد لم يكن منزعجاً من تعلق ابنه بهذا المسلسل بل على العكس، فقد وجد أن المسلسل جعله يكتشف موهبة التمثيل عند ابنه الذي لم يتجاوز السابعة من عمره.
في حين خالفه السيد منير وجهة نظره، فلم يكن راضياً عن تعلق أطفاله بهذا المسلسل وأوضح أن "الأطفال يشاهدون المسلسل بتركيز مطلق ومالديهم من قدرة على التقاط تفاصيل دقيقة يعجز الكبار أحياناً عن التقاطها وخاصة في ما يتعلق ببعض الدعاوى والعبارات التي يرددها أبطال المسلسل"، وتابع، أن لديه ثلاث فتيات في المنزل تتراوح أعمارهن بين 6 إلى الـ 10 سنوات بتن يتشاجرن بطريقة نساء "باب الحارة" أي طريقة "الردح" الأمر الذي يستاء منه كثيراً.
وأيدته زوجته التي بينت أن هذا المسلسل على الرغم من أنه يطرح قيم الشجاعة والمروءة والشهامة التي افتقدنا إليها اليوم، إلا أنه في المقابل يسيء إلى شخصية المرأة ويرسخ صورتها، خاصة في ذهن الأطفال على أنها جارية لزوجها، لافتة إلى ان الطفل يمتص كل ما يقدم له وليس لديه قدرة على غربلة الأفكار التي يشاهدها، خاصة أن الشريحة المتأثرة هي شريحة الأطفال الأصغر سناً".
وهنا تبين السيدة رشا أن الدراما السورية يجب أن ترقى بعقول أطفالنا وشبابنا وألا تعيدهم إلى عصر ولّى، مشيرة إلى أن مسسلات البيئة الشامية باتت في رمضان الحالي موضة مبالغاً فيها وصلت إلى درجة الملل.
وهذا ما أكده السيد شريف الذي وجد أن مسلسل "باب الحارة" من المسلسلات الخفيفة والظريفة ويعرض أفكاراً وقيماً من الجيد أن ترسخ في ذهن الأطفال، إلا أن هذا النوع من المسلسلات يحتاج إلى جلوس الأهل مع أطفالهم ليساعدوهم على الغربلة أي انتقاء الأفكار والقيم المفيدة والتي يحاول الأب زرعها في ابنه.
العكيد ينافس سبايدرمان
لم يقتصر تعلق الأطفال بشخصيات باب الحارة على تقليدها، إنما رسخ التجار هذا التعلق بطرح منتجات في السوق سميت باسم المسلسل وشخصياته فلايكاد يخلو محل ألعاب من ألعاب "باب الحارة" والتي هي عبارة عن خناجر ومسدسات... كما لا يخلو محل ملابس أطفال من قمصان طبعت عليها شخصيات المسلسل ولكن هذه الظاهرة زادت عن حدها لدرجة أنه حتى لباس المدرسة الرسمي لم يسلم من نجوم هذا المسلسل، حيث طبعت عليه صور شخصيات ونجوم المسلسل.
أما بالنسبة للمأكولات، فحدّث بلا حرج، حيث بات هناك بسكويت وعلكة وشوكولا وحتى محلات بأكملها باتت تسمى باب الحارة، وحتى الترويج لأي منتج أي الإعلان له بات يستخدم طريقة "باب الحارة" وشخصياته.
اما بالنسبة لعصا معتز، فقد باتت من أكثر المنتجات رواجاً في السوق حسب بعض التجار، ولم يعد شراؤها محصورا بالأطفال بل تعداه إلى الكبار.
وحسب التجار، أيضاً، الذين التقتهم "بلدنا" فقد باتت شخصيات "باب الحارة" تنافس وبقوة الشخصيات الكرتونية؛ إذ يفضل الطفل أن يشتري حقيبة مدرسية طبعت عليها صور نجوم "باب الحارة" فقد باتت شخصية معتز مثلاً تنافس وبقوة شخصية "باتمان" وشخصية "العكيد" باتت تنافس "سبايدرمان" أو غيرها من الشخصيات المحببة بالنسبة للأطفال.
البنات رداحات .. والصبيان قبضايات!!
لا يمكننا أن نقول، إن تأثر أطفالنا بشخصيات المسلسل هو أمر غريب، فما يحمله العمل من قيم وأفكار وحتى مفردات، إنما يعزز رغبات داخلية ويشبعها ، فأصبحت الفتيات ماهرات أكثر من فريال خانم وسعاد خانم والداية أم زكي بالدعوات من عيار "ان شالله حمّى تسفئك" و" تتحورئي" و"ان شالله داء السل" و"ان شالله داء النئرزان" و"ينكتوا كرارك" و"شي يحر مصارينك"، وبات القصف العشوائي بين الصبيان يبدأ بـ "يا باطل" لينتهي بالتهديد "ماشي يا أبو العز" و"أنا بورجيك" وأما ذروة الغضب، فتلمحها من خلال "يا حرمة"، واللي بيسبق بيلحق باخيتار مفرداته.
وعن تقمص الأطفال لهذه الشخصيات واستعارتهم لألفاظها، تقول الأخصائية النفسية علا محمود: "من الطبيعي أن يتأثر الأطفال بشخصيات مسلسل شعبي كـ"باب الحارة"، ولا يقتصر هذاالأمر على الأطفال إنما يشمل أكثر من فئة عمرية، ولكن وفي ما يخص الأطفال فالموضوع تعدى التأثر كحالة راهنة، ليكرّس في تصرفاتهم وكلامهم وحتى في مشيتهم، وليتراجع دور المدرسة والأهل في محاولة التخفيف من صدى المسلسل على أولادهم، خصوصاً مع رؤية الأولاد أهلهم يتابعون المسلسل معهم".
صباح الخير!!
أصبح الحديث الصباحي اليومي بين الطلاب وأساتذتهم يبدأ بـ "شفت أستاذ كيف عصب أبو العز مبارح" ويمر بـ "يا باطل يا أستاذ"، وأما كلمة صباح الخير، فقد استبدلت بـ "يصبحك بأنوار النبي".
ولا ننكر أنه، ولدى سماع أي منا لأحد الأطفال يتحدث بلهجة المسلسل ويستخدم عباراته، لا نستطيع كبت ضحكة تهرب منا ويلاحظها هو، فيزيد العيار وقد يحمل الخنجر (سكين المطبخ) ليقوم ببعض الحركات الرجولية التي عجز عنها أبوه. وبهذا نكون قد أخطأنا مرتين مرة بتشجيعه دون قصد منا، وأخرى بردة فعلنا في المرات التالية والتي تخرج على شكل غضب ليبقى الطفل حائراً بين ردة الفعل الأولى والثانية.
بليلة.. ما بلبلوكي!!
الغريب في المسلسل أن واحدة من أكثر الشخصيات سلبية فيه "أبو غالب" بيّاع البليلة يعد إحدى الشخصيات المحببة لدى الأطفال وحتى الكبار، وباعتماد الإعلانات على هذه الشخصية كمحور وعلى طفل بتجسيدها يصبح تكريس الخيانة والغدر في ذهن الأطفال أمراً واقعاً، وكأننا بذلك نمسك ممحاة لنمحو من عقولهم كل ما حاولنا وحاولت المدرسة معنا ترسيخه من قيم إيجابية كالصدق والأمانة والوفاء.
وإن كان أطفال هذا الجيل لا يعرفون البليلة باعتبارها واحدة من الأكلات الشعبية التي شارفت على الاختفاء، فقد تكفل المسلسل بإعادتها إلى الأذهان، وأصبحت واحدة من الأمور التي يطالب بها الصغار قبل الكبار..
أبو بدر.. منسي!!
لعل معظم شخصيات الحارة لاقت قبولاً ومحبة من الأطفال، وبرع الكثير منهم في تقليدها بحرفية تظن معها أن بسام الملا قد اجتهد في تحفيظهم هذه الأدوار، مع فارق أن الممثلين الجدد أسرع وأسهل حفظاً وتأدية، ولكن مع ذلك، فغياب بعض الشخصيات من أذهان هؤلاء هو أمر يلفت النظر كشخصية عصام وأبو بدر، فعصام ينقصه الصوت العالي والشجاعة والأنكى من ذلك يظهر على هيئة الرجل "الطرطور" الذي تتلاعب به زوجاته يميناً ويساراً، ما يجعل الأطفال بعيدين كل البعد عن محبة رجل كهذا.
وأما أبو بدر، فقد أصبح المسكين شتيمة يطلقها الطفل على آخر، ليغضب الأخير ويعتبرها إهانة ما بعدها إهانة، فأين هو وأين هذا "الطنط" الذي تضربه زوجته المسترجلة!!.
وجهة نظر
ما تركه ويتركه هذا المسلسل من أثر على نفسية وطريقة تفكير أطفال وجيل المستقبل قد يصعب إصلاحه أو محوه، وربما نحتاج إلى مسلسل يكون أبطاله من نمرة أبو بدر وعصام لعل وعسى يتعدل الحال ويبقى الطفل في الحالة الوسط.. وأما بالنسبة للفتيات فلا حول ولا قوة، حيث من الصعب عمل مسلسل ببيئة باب الحارة من دون وجود هؤلاء النسوة "الشواضيم"، مع رشة تعبير ودعوات أكل عليها الدهر وشرب!!.
شكرا كتير ألك أيها (((الملهم ))) عن جد أنك ملهم بأفكارك بس أنا كمان حبيت أني أشكرك مو بس على ألهامك على هالموقع الحلو عن جد يعطيك العافية ويعطيك الالهام من شان تقدر تعطينا شغلات حلوة متل هيك وبحب كمان أشكر كل الوجودين بهالموقع من مشرفين وأداريين وزوار على تعبهن أولا وعلى قبولي عضو جديد ثانيا وأنشاء الله كون ضيف خفيف الظل عليكن وأنشاء الله منتعرف على بعض أكتر من خلال هي النافذة الصغيرة وشكرا ألكن مرة تانية 
» اغاني عربية في حياتنا
» اغاني عربية في حياتنا
» اغاني عربية في حياتنا
» تيني ديل 2014
» شرح كامل عن موقع Tinydeal الموقع الصيني الشهير :
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574 ونقل العفش
» ارقام شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574