بعد الجربوع و الديري إفلاس مجموعة كويفاتي و تواريهم وديونهم بمئات الملايين

[right]محافظ حلب ينتقد غرفة الصناعة

أبو كامل شرباتي: ضعاف النفوس من التجار والجمارك يهددون صناعة النسيج السورية والافلاسات قادمة

أصبحت قضية إفلاس شركة كويفاتية حديث حلب في اليومين الأخيرين فهو الإفلاس الثالث لشركة كبيرة بعد مجموعتي جربوع و ديري متزامناً ذلك مع الأزمة المالية العالمية وتضارب الآراء في مدى تأثير ذلك على الاقتصاد السوري ،



وخشية من حصول أزمة المالية شبيهة بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية مع الحديث عن قروض حصلت عليها شركة كويفاتي قيمتها أضعاف قيمة المعمل.



آل كويفاتي اختفوا

وعلمت سيريانيوز من مصدر إداري في الشركة أن الإداريين في معمل كويفاتي فوجئوا بسفر أصحاب الشركة، وإعلانهم الإفلاس، وأنهم صبحوا لوحدهم في مواجهة الدائنين، الذين وجه بعضهم تهديدات تمس حياتهم حيث أُجبر مدير المشتريات ( بشار - ر ) على الصعود مع عدد من الدائنين في سيارة أحدهم الخاصة قبل أن يتمكن من القفز من السيارة ، والفرار، حيث كان هؤلاء يلحون على الحصول على أي شيء ذو قيمة قماش أو مواد مصنعة أو نصف مصنعة.

وبعد ذلك وعند شيوع نبأ الإفلاس ومغادرة كل من رامي وعبد الكريم كويفاتي صاحبي المنشأة، و والدهما كميل، وسبعة من أفراد العائلة إلى الخارج حضر عدد من الدائنين إلى المعمل الكائن على بعد 15كم جنوبي حلب قبل أن تقوم الشرطة بحراسة المكان.



وقال محمد شرباتي رئيس غرفة صناعة حلب "زارني المديرون المسئولون في معمل الكويفاتي، وقالوا إن أصحاب الشركة غادروا سورية ولن يعودوا، وبدوري وضعت عبر مذكرة خطية محافظ حلب تامر الحجة بصورة الأمر كما أعلمت كلاً من وزيري الاقتصاد والصناعة وطالبت باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة "



وقال محافظ حلب الدكتور تامر الحجة في تصريح لسيريانيوز إن" الإجراءات الاحترازية قد تمت بحق أصحاب المنشأة وممتلكاتهم "بعد ورود معروض من عدد من المواطنين عن طريق غرفة صناعة حلب يوضحون فيه أن لديهم أموالاً " تترتب على منشأة كويفاتي بقيمة إجمالية 150 مليون ليرة تقريباً ،وقد أحلنا الطلب إلى فرع الأمن الجنائي في حلب للتحقيق في الموضوع بالتنسيق و التعاون مع المحافظة و المحامي العام الأول "



عقود خارجية مجزية

وعلمت سيريانيوز أن شركة كويفاتي التي لديها عدة علامات تجارية ذات اسم مرموق داخلياً وخارجياً لديها عدد من عقود التصدير وأن أحد عملائها الألمان في طريقه إلى سورية للإسراع في التعاقد مع شركات أخرى لتلبية طلبيات زبائن متعددين ( شركات عالمية كبيرة ) كان قد اتفق مع الشركة السورية على تلبيتها.

وقال أحد الصناعيين لقد علمت بأمر هذه العقود وطلبت من المتعاقد الألماني الحضور إلى سورية لكي نؤمن له شركات بديلة للإيفاء بالطلبيات المتعاقد عليها ضمن المدة العقدية.



وتتمتع منتجات كويفاتي بماركاتها المتعددة بسمعة جيدة في الأسواق الأوربية والأمريكية والشركة هي وكيلة معتمدة لماركتي أبسوبا وألفابت الفرنسية وماركة غرانت الإيطالية.



العمال لا تأمينات والمعمل طار

ويعمل لدى الشركة حوالي 600 عامل معظمهم غير مسجلين في التأمينات الاجتماعية باستثناء قلة قليلة ومعظمهم من الإداريين وبرواتب ضعيفة.

وقال" أحمد – ح "وهو أحد العمال منذ عدة سنوات لدى الشركة لسيريانيوز"معظمنا غير مسجل في التأمينات، أنا أعرف اثنين فقط من العمال مسجلين،ولم نقبض رواتب آخر شهرين،ونطالب الحكومة بألا يكون تسوية الأمر على حسابنا "

وقال العامل الغير مسجل في التأمينات الاجتماعية إنه لم يسمع بوجود لجنة نقابية في المعمل تقوم بأي دور في الدفاع عن مصالح العمال وحماية حقوقهم .



المسؤولية على من ؟

ورأى محافظ حلب الدكتور تامر الحجة أن مشكلة إفلاس مجموعة كويفاتي "لا علاقة لها بالأزمة المالية العالمية حيث تشير المعطيات أن صاحب العلاقة كان يعاني من ضائقة مالية منذ شهور بعلم المعنيين في شؤون الصناعة في حلب وللأسف للم تبادر هذه الجهات في الإبلاغ عن هذه الأزمة في حينها ، حيث كان من الممكن التخفيف من التداعيات والنتائج السلبية.



لكن رئيس غرفة صناعة حلب أبو كامل شرباتي أصر على أن عدم الإصغاء للتحذيرات التي وجهها أصحاب صناعة النسيج والملابس للمخاطر الجمة المترتبة على الفساد الجمركي وتواطؤ من أسماهم "ضعاف النفوس من التجار والجمارك "على ما يشبه فتح السوق السورية بشكل مطلق أمام البضائع المستوردة،وحرمان الخزينة من الضرائب والرسوم المتوجبة وضرب الصناعة الوطنية،هو السبب الأهم لهذا الإفلاس .



وتوقع شرباتي وقوع تفليسات أخرى في مشاريع كثيرة تعاني نفس المشكلة، وهي في طريقها من سيء إلى أسوأ داعياً الجهات الوصائية الى المبادرة " للبحث عن حلول وقائية بعد تحليل هذه الظاهرة مع أصحاب الخبرة والاختصاص لوضع الضوابط والمعايير لحماية هذه الصناعة من التدهور، ولحماية العاملين في هذا القطاع الاستراتيجي وهم بمئات الآلاف "



التمويل دون ضمانات حقيقة هل جلب نهاية الشركة ؟

وتشير المعلومات المتداولة إلى أن قيمة القروض التمويلية التي حصلت عليها الشركة من المصارف السورية العامة والخاصة تبلغ ما يقارب الــ 450مليون ليرة سورية تعود للمصرف العقاري،وبنك عودة لبنان ، وبنك سورية والمهجر ، وبنك لبنان والمهجر .

ورفض مدير الحسابات في الشركة فادي منصور إعطاء أي تصريح يؤكد أو نفي أي رقم متداول لقيمة الديون بمجملها المصرفية و السندات و الفواتير التي قيل إنها تقدر بــ 800 مليون ليرة،وقال إن تعليمات السيد المحافظ الذي يتابع الموضوع تقتضي عدم التصريح عن شؤون الشركة لوسائل الإعلام .



وعلمت سيريانيوز من مصادر خاصة أن المصرف العقاري في حلب هو المصرف الوحيد الذي لديه إشارة حجز ومن الدرجة الأولى على العقار 233 منطقة خان العسل الذي تبلغ مساحته حوالي الثماني هكتارات والذي يحوي مباني المعمل لقاء اقتراض مستمر منذ العام 1998 وتبلغ قيمته الحالية حوالي 120 مليون ليرة سورية، في حين يقدر قيمة العقار المرهون والأبنية المتصلة به حوالي 200 مليون ليرة سورية .

بينما قال موظفون في بنك سورية والمهجر أن الإجابة على أسئلة الصحفيين ممنوعة، ويجب التوجه إلى الإدارة المركزية في دمشق للاستفسار منها، ولم تفلح محاولاتنا في تأكيد الرقم الحقيقي للقروض التي حصلت عليها شركة كويفاتي ونوع الضمانات الأخرى المقدمة.



وتحدث أحد المصادر عن قرض من مصرف قبرصي بضمان اعتماد مالي مفتوح لعقود تصدير خارجية حصلت عليها الشركة،كما أن القروض الأخرى هي بضمانة " اسم الشركة وسمعتها" و قد تكون بضمانة الآلات والبضائع المتراكمة،وأشار إلى أن المعمل يحوي بضائع بما لا يقل عن 100مليون ليرة سورية، ولديه عقود دسمة.



وراج بين الفعاليات الاقتصادية عن وجود اقتراض ربوي كبير ساهم في تردي وضع المنشأة مع تراجع القدرة على المنافسة في السوق الداخلية نتيجة إغراقها بالسلع المستوردة وبالأخص الصينية منها.

ويطلق الحلبيون اسم "القلابات "على القروض الربوية التي يحصل عليها بعض المستثمرين بشروط قاسية يصل سعر الفائدة فيها على أكثر من 40 % .



شرباتي يحذر مجدداً من ضعاف النفوس من التجار والجمارك

من جهته اعتبر أبو كامل شرباتي رئيس غرفة صناعة حلب أن أزمة حقيقة تتهدد صناعة النسيج والملابس الجاهزة نتيجة فتح الأسواق الاستيرادية بدون ضوابط سعرية وجمركية و حماية للصناعة المحلية وبدون ضرائب للمستورد ومع تفاقم حالات التزوير فاضح لفواتير الاستيراد .

وأشار شرباتي في لقاء مع سيريانيوز إلى انعكاس انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة السورية بأكثر من 20 % الأمر الذي أثر سلباًُ على حركة التصدير لصالح الاستيراد وأدى إلى انخفاض كبير في الأرباح .



ولفت رئيس غرفة صناعة حلب إلى التقرير السنوي لوزارة الصناعة السورية حول واقع الصناعات التحويلية وإحجام الصناعيين عن توسعة استثماراتهم وفتح استثمارات جديدة في الفترة الأخيرة.



هل كان الإفلاس احتيالياً ؟

وقال خبير اقتصادي لسيريانيوز طلب عدم كشف اسمه "لا يمكن التسرع ووصف هذا الإفلاس بالاحتيالي بانتظار كشف حسابات الشركة ومعرفة الأسباب الحقيقة للإفلاس دون أن نغفل دور الإقراض الكبير بفائدة قانونية أو بفائدة ربوية أصبحت أرقامها أعلى من الأرباح المتحققة أو المحتملة"

وأشار الخبير إلى أن قيمة القروض العالية بالنسبة للأصول والموجودات وتراجع الأرباح وامتصاصها بالفوائد

بالإضافة لما يشاع عن سعي محموم من قبل المدينين إلى زيادة ديونهم وقروضهم في الآونة الأخيرة والشراء الاستهلاكي بضمانة أو برهن،كما قيل عن السيارات الفارهة يدل في حال ثبوته على نية الإفلاس الاحتيالي وهذا لا يعني الإقلال من أهمية العوامل الموضوعية من ضعف التنافسية في الوصول إلى هذه الحالة.



وأضاف أن الإفلاس التجاري شأن طبيعي لكن تكراره في قطاع النسيج على مستوى المجموعات الكبرى يتطلب الوقوف على أسبابه،و إيلاء هذا القطاع الحيوي جداً الاهتمام الذي يستحقه فهو عصب مهم في الصناعة الوطنية. .