< ألمانيا تفوز على الاوروغواي 3-2 وتحرز المركز الثالث في كأس العالم >

أحرز منتخب ألمانيا المركز الثالث في مونديال جنوب إفريقيا لكرة القدم بعد فوزه أمس على الاوروغوي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتي أقيمت على ملعب بورت إليزابيث.

وبذلك حافظ المنتخب الألماني على مركزه الثالث للمرة الثانية على التوالي وأحرز الميدالية البرونزية.

وشهدت المباراة ذات الإثارة التي تعودنا عليها في هذه اللقاءات حيث تقدم الألمان عبر توماس موللر قبل أن تتعادل الأوروغواي بفضل اديسون كافاني ثم تتقدم عبر دييغو فورلان وتعادل الألمان عبر مارسيل يانسن ثم حسم اللاعب الألماني التونسي الأصل سامي خضيرة النتيجة بهدف ثالث وبه منح المنتخب الألماني فرصة الصعود إلى منصة التتويج.

وبدا من المشهد الأول أن منتخب الأوروغواي هو الأكثر رغبة في الفوز بالبرونز باعتباره إنجازا لم يتحقق منذ أن فاز باللقب الثاني له في تاريخ المسابقة عام 1950 حيث دفع مدربه اوسكار تاباريز بتشكيلته الهجومية بعودة لويس سواريز من الإيقاف ورسم المثلث الأمامي مع فورلان وكافاني.

وجاء التهديد الأول عبر فورلان الساعي للقب الهداف حين أرسل كرة مباشرة من على حدود منطقة الجزاء مرت بالكاد بجوار القائم الأيمن لمرمى الحارس بوت في الدقيقة 7.

في المقابل أجرى المدرب الألماني يواكيم لوف تعديلات على التشكيلة الأساسية التي يغيب عنها كلوزة وبودولسكي والقائد فيليب لام والحارس نوير ورغم ذلك لم تختلف أطماع الألمان إذ بقيت مصادر القوة هي ذاتها بعهدة ثلاثي الوسط شفاينشتايغر وسامي خضيرة وأمامهما مسعود أوزيل فيما شكلت عودة موللر إضافة طيبة بغياب الثنائي كلوزة وبودولسكي بل أن الألمان أظهروا رغبتهم في التسجيل مبكرا حيث رفع أوزيل كرة ركنية وصلت على رأس المتقدم من الدفاع فريدريتش الذي لعبها بالعارضة في الدقيقة 10.

وقبل أن يشرع لاعبو الأوروغواي بالهجوم والبحث عن تهديد لمرمى يورغ بوت كان شفاينشتايغر يسدد كرة أرضية إرتدت من الأرض المشبعة بمياه الأمطار لتفاجئ موسليرا الذي ردها بالكاد لينقض عليها المتابع موللر ليهز الشباك بسهولة مفتتحا التسجيل للألمان بعد 17 دقيقة.

ثم جاءت رغبة منتخب الأوروغواي بالعودة للقاء مثالية حيث تحررت المجموعة من الضغوط وبدأت تنسج الهجمات المناسبة عبر بيريز وأريفالو وتحرك بيريرا وكاسيريس من الأطراف فيما كان الاعتماد الأكبر على كافاني وفورلان وسواريز في المقدمة ثم وضحت تلك الرغبات تماما عندما قام بيريز بالضغط على شفاينشتايغر واستخلص الكرة ليمررها إلى فورلان الذي لمح المساحة خلف بواتينغ ومرر الكرة إلى كافاني الذي اخترق منطقة الجزاء وسدد بهدوء بعيدا عن بوت مدركا التعادل في الدقيقة 28.

ثم تكافأ الأداء بين الفريقين وبحث كلاهما عن فرصة مناسبة للتسجيل قبل نهاية الشوط وبدا التحرر من الحذر الدفاعي متاحا لكليهما وكاد الألمان يدفعون الثمن عندما ضرب فورلان خط الظهر وترك سواريز يندفع وحيدا باتجاه الحارس بوت ولكنه فضل التسديد لتمر دون تركيز بجوار القائم في الدقيقة 42.


وبدأ لاعبو الأوروغواي الشوط الثاني من النقطة التي انهوا عليها الأول حيث سرعان ما هددوا مرمى بوت عندما استلم كافاني الكرة خلف الدفاع ودخل منطقة الجزاء ليضايقه بوت الذي ضيق عليه لكنه مرر الكرة أمام سواريز الذي سددها باتجاه المرمى إلا أن بوت تعملق ومنع الكرة من هز الشباك في الدقيقة 48.

ثم نشط هجوم الأوروغواي وشق أريفالو طريقه بالتعاون مع سواريز من الجهة اليمنى وعكس الكرة بالمقاس أمام فورلان المتربص على خط منطقة الجزاء ليسددها مقصية جانبية دون تأخير لتدخل الشباك وسط نظرات بائسة من الحارس بوت الذي لم يحرك ساكنا 51.

وكان من المفروض أن يرفع الهدف من قوة الدفاع الأزرق للحفاظ على مرماه ولكن سرعان ما عكس بواتينغ كرة عرضية خرج لها موسليرا فلم يطلها لتصل على رأس المتقدم يانسن الذي هز الشباك الاوروغوي بهدف التعادل 56.

وفتح التعادل الباب على مصراعيه أمام الفريقين سعيا لتسجيل المزيد وكسب البرونز فسدد سواريز كرة قوية تألق بوت في ردها 62.

وعاد بوت ليبطل مشروع فورلان الذي وجد نفسه داخل المنطقة فسدد بجسد الحارس وأضاع فرصة هدف جديد للأوروغواي 65.

وبعد أن سدد سواريز كرة طائشة مرت فوق أجواء مرمى بوت 68 بدأ المنتخب الألماني بسحب بساط السيطرة من تحت أقدام منافسه وتقدم بكثافة نحو مناطقه المباشرة بعد أن تحرك موللر وشفاينشتايغر وأوزيل وبات الضغط الأكبر على دفاع الأوروغواي ودفع لوف بالبديل كيلسينغ عوضا عن كاكاو الذي لم يظهر بشكل جيد بغية تعزيز القدرات الهجومية ثم سرعان ما دفع بكروس بدلا من يانسن.

وبالفعل نال لوف ولاعبوه المراد عندما عكس أوزيل ركنية أحدثت دربكة على باب المرمى لترتد من القائد لوغانو وتعلو بالهواء ويلعبها سامي خضيرة بعيدا عن متناول موسليرا مصيبا الشباك بالهدف الثالث للألمان في الدقيقة 82.

ولم يجد لاعبو الأوروغواي حلا سوى الاندفاع مجددا بحثا عن التعادل وهو ما كاد يكلفهم هدفا رابعا حيث سدد بواتينغ كرة أرضية سيطر عليها موسليرا 86 ثم مرر موللر كرة مناسبة داخل منطقة الجزاء أمام كيلسينغ الذي أطاح بها فوق المرمى قبل نهاية المباراة بدقيقتين.

وفي الثواني الأخيرة نال سواريز ركلة مباشرة على خط منطقة الجزاء أطلقها فورلان قوية لترتد من العارضة وتضيع معها آخر فرص التعادل لتعلن الصافرة الأخيرة فوز ألمانيا باللقاء والمركز الثالث.