~ في ذكرى العدوان على غزة ... استشهاد 6 فلسطينيين وجرح 7 ... مسيرات حاشدة في عواصم عالمية للتنديد بجرائم إسرائيل ... صمود غزاوي رغم الحصار ~

استشهد ستة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس ثلاثة منهم في قطاع غزة وثلاثة آخرون في الضفة الغربية فيما أصيب سبعة آخرون بجروح.

وقال مصدر طبي إن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب الحاجز العسكري الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة فيما أصيب رابع قرب معبر بيت حانون موضحا أنهم جميعا عمال فلسطينيون كانوا يبحثون عن خردة في المنطقة لبيعها.

وقالت مصادر طبية في الضفة إن ثلاثة فلسطينيين من أعضاء حركة فتح استشهدوا خلال عملية توغل إسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية والتي أدت أيضا إلى إصابة 7 فلسطينيين آخرين. وأضافت المصادر إن من بين الجرحى زوجة أحد الشهداء الفلسطينيين وأنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وبموازاة ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم قريتي رمانة والطيبة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية .

وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت القريتين لعدة مرات وسيرت آلياتها العسكرية في الشوارع بشكل استفزازي وسط إطلاق قنابل الصوت قبل أن تنسحب منهما.

كما كشفت الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية عن حصولها على شريط فيديو يدين الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء الشهيد الفلسطيني خضر إلياس فؤاد ترزي بعد اعتقاله وقتله.

وقالت الحركة في بيان لها أوردته وكالة وفا إنها حصلت على النسخة الأصلية الوحيدة لشريط فيديو مصور يفضح ويدين سلطات الاحتلال بإعدامها للأسير ترزي وسرقة أعضاء من جسده وعينيه وشرايينه ..لافتة إلى أنها ستدين الاحتلال عبر عرض الشريط أمام وسائل الإعلام المختلفة لفضح جرائمه وممارساته الإرهابية التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الأسرى والجرحى والشهداء الفلسطينيين.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان اعتقل الشهيد ترزي في منطقة حي الزيتون بقطاع غزة إبان الانتفاضة الأولى وتعرض إلى تعذيب متنوع من قبل سلطات الاحتلال داخل السجن...بالإضافة إلى المماطلة الطويلة في علاجه ما أدى إلى استشهاده.

وفي الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع أعلنت منظمات أميركية أنها ستنظم مسيرة حاشدة اليوم أمام البعثة الإسرائيلية في ولاية نيويورك الأمريكية للتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وللمطالبة برفع الحصار عن غزة.

ونقلت قناة الأقصى عن بيان لائتلاف "انسر" الذي يضم عشرات المنظمات الأميركية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وللحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان قوله إن المسيرة ستنطلق من ميدان "تايمز" الشهير في نيويورك وتشارك فيها عشرات المنظمات الأميركية المناهضة للاحتلال.

وأضاف البيان أن آلة الحرب الإسرائيلية بدأت في مثل هذا الوقت من العام الماضي حملة تدمير شاملة ضد المدن ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة والتي تعد من أكثر الأماكن ازدحاماً بالسكان في العالم في جريمة حرب واضحة.

وقال البيان: إن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 1500 شهيد فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال في حين يعاني الآلاف من إصابات سببت إعاقات وجروحاً بالغة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي لم يفرق بين الأطفال والنساء.

وأشار البيان إلى أنه على الرغم من توحد العالم غضباً في إدانة هذه المجزرة فإن الحكومة الأميركية أعاقت قرارات الأمم المتحدة التي تدين الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة. وفي لندن دعت منظمات بريطانية لتنظيم مسيرة مماثلة أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة البريطانية لندن غداً في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي العاصمة الفرنسية باريس تنطلق اليوم مسيرة حاشدة بعنوان (غزة..لن ننسى) تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وقالت قناة الأقصى: إن عدة جمعيات أوروبية دعت إلى المسيرة للتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ولتطالب باسم غزة وأهلها برفع الحصار الإسرائيلي وذلك في ذكرى العدوان على القطاع.

ومن المقرر أن تنطلق المسيرة عند الساعة الثانية والنصف بتوقيت باريس من ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفرنسية بمشاركة آلاف العرب والمتضامنين الأوروبيين باتجاه ساحة الأمة "الباستيل" وتتزامن مع عشرات المظاهرات والفعاليات المنددة بالعدوان الإسرائيلي والتي تقام في أنحاء متفرقة من العالم.

وفي الوقت الذي يحلم فيه أطفال العالم بهدايا رأس السنة الميلادية الجديدة يحلم الأطفال الفلسطينيون في قطاع غزة بأن يحمل لهم بابا نويل هذا العام مفتاحا لمعابر القطاع المغلقة أو بيتا بدل ذلك الذي دمرته القذائف الإسرائيلية كما دمرت حياة مئات الفلسطينيين.

ففي السابع والعشرين من كانون الأول من العام الماضي شنت إسرائيل عدوانا واسعا على غزة أسفر عن استشهاد قرابة 1500 فلسطيني أغلبيتهم من الأطفال وكبار السن إضافة إلى جرح أكثر من 5000 فلسطيني وتدمير آلاف المنازل وضرب البنية التحتية للقطاع.

وألهبت آلة القتل الإسرائيلية على مدى 22 يوما سماء غزة وبرها ومياهها وبحرها بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحظورة دوليا كالقنابل الفوسفورية والعنقودية واليورانيوم المنضب الذي أكدت لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوان عن استخدامها ضد المدنيين الفلسطينيين في إطار جرائم الحرب التي ارتكبها إبان عدوانه على القطاع.

واعترف عدد من الجنود الإسرائيليين عقب توقف العدوان بأنهم تلقوا أوامر من قادتهم تحثهم على عدم التردد في قتل المدنيين الفلسطينيين بما يؤكد أن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل جرت بقرارات صادرة من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في سلطة الاحتلال وكان من شأنها أن تفضي مؤخراً إلى صدور مذكرة اعتقال من القضاء البريطاني بحق تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك بتهمة ضلوعها في ارتكاب جرائم حرب.

وخلال العدوان طاردت الطائرات الإسرائيلية المعتدية المدنيين الفلسطينيين إلى الملاجئ حيث استهدفت الغارات الأبنية السكنية والمستودعات والمساجد والمدارس الفلسطينية والمدارس والمؤسسات التابعة للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بقصف عنيف ومكثف شارك فيه نصف سلاح الجو الإسرائيلي منفذا أكثر من 2500 غارة خلال الأسابيع الثلاثة للعدوان حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وكانت سورية في طليعة الدول التي سارعت إلى دعم الفلسطينيين في القطاع وأدانت العدوان الإسرائيلي على أراضيه حيث شاركت في قمة غزة الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة مجسدة بمواقفها نبض الجماهير العربية وتطلعها إلى خيار المقاومة والوقوف مع المقاومين في كل ما يدعم صمودهم ويخفف معاناتهم ويؤدي إلى إيقاف العدوان.

وكرست سورية جهودها الدبلوماسية في جميع المحافل الدولية في إطار سعيها لفضح الصورة الحقيقية للوحشية الإسرائيلية ومعاقبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين العزل إضافة إلى حشد الدعم الأممي لدعم حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة بما يتطلبه ذلك من ضرورة الإسراع في فك الحصار الإسرائيلي على القطاع وإعادة إعماره.

وأدى العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة إلى تأزم علاقة إسرائيل مع العديد من دول العالم التي شاهدت عبر وسائل الإعلام صور الإبادة والدمار واستخدام الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين فكان أن سحبت بعض الدول سفراءها لدى إسرائيل.

وأوضحت اللجنة الوطنية الفلسطينية لتقييم آثار العدوان على غزة أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى تشريد قرابة 100 ألف فلسطيني من بيوتهم لا يزال 20 ألفا منهم بلا مأوى وخاصة أن القصف الإسرائيلي المكثف دمر 5000 وحدة سكنية بشكل كامل و50 ألف وحدة بشكل جزئي 10 بالمئة منها لم تعد صالحة للسكن.

وشمل الدمار الإسرائيلي تجريف 17 بالمئة من الأراضي المزروعة في غزة واقتلاع 410 آلاف شجرة إضافة إلى تعرض 15 مستشفى لأضرار بالغة وتدمير 43 مركزا للرعاية الصحية الأولية وإغلاق 24 مركزا صحيا ليبلغ حجم الخسارة التي تكبدها اقتصاد القطاع أربعة مليارات دولار نجمت عن استخدام إسرائيل ثلاثة ملايين كيلوغرام من الذخائر أي بمعدل 2 كيلوغرام لكل فلسطيني.

وسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع تلوثا هائلا في تربته الزراعية ومصادر مياهه الجوفية إذ كشفت تحليلات مخبرية أجرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى عن وجود معادن سامة ومواد مسببة للسرطانات في تربة غزة من مخلفات الأسلحة الإسرائيلية.

وأكد باحثون إيطاليون ونرويجيون أن تحليل العينات المأخوذة من تربة القطاع بين وجود الكثير من المواد السامة كمادة المولبيديوم المؤثرة على الخصوبة والكادميوم المسببة للسرطان والتنجستين المسممة للأجنة وأمراض الجهازين العصبي والتنفسي إضافة إلى مواد أخرى منها النيكل والكوبالت والاسترونتيوم حيث شدد الباحثون على ضرورة المتابعة الصحية للفلسطينيين في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي.

ولعل ذلك يفسر ما أشار إليه باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة بشأن الظواهر الجديدة التي بدأ الأطباء الفلسطينيون يلحظونها على الجرحى بعد العدوان والتي لم يتم تسجيلها من قبل وأهمها أن حالات الجرحى تتدهور بشكل متسارع ينتهي بالوفاة رغم تقديم كل ما يلزم لعلاجهم.

وتستأنف إسرائيل عدوانها ضد فلسطينيي القطاع ولقمة عيشهم وممتلكاتهم حتى اللحظة عبر قصفها اليومي لمراكب الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة واستمرارها في سياسة العقاب الجماعي لسكانه من خلال الحصار وإغلاق المعابر ومنع إعادة الإعمار برفضها إدخال المواد الأولية اللازمة للأعمال الإنشائية كالاسمنت والحديد والأنابيب والزجاج وغير ذلك مما يحتاجه بناء ما هدمه عدوانها من مؤسسات غزة ومرافقها السكنية والتعليمية والاقتصادية والدينية.

وعرضت 16 منظمة دولية من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمة أوكسفام البريطانية مأساة فلسطينيي القطاع والعقبات الإسرائيلية الماثلة في وجه إعادة الإعمار وتخاذل المجتمع الدولي في ترجمة وعوده بشأن ذلك إلى أفعال بإصدارها تقريرا مطولا منذ أيام توضح فيه أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بدخول المواد اللازمة لإعادة الإعمار إلى غزة منذ قيامها بالعدوان.

كما بين التقرير أن الحصار الإسرائيلي أدى إلى انعكاسات كارثية على الحياة اليومية والصحة العامة لأبناء القطاع وتفاقم نسبة الفقر إلى حد جعل 80 بالمئة من الغزاويين يعتمدون على الإغاثة والمساعدات الدولية ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والغاز والمياه وهو ما يرهق كاهل السكان بأزمات مستمرة ولاسيما إن العدوان الإسرائيلي رفع معدل البطالة في القطاع بعد أن حول أغلب معامله ومنشآته إلى ركام.

ويصعب بحال من الأحوال إحصاء حجم المجازر والانتهاكات التي مارستها إسرائيل تجاه حقوق الإنسان الفلسطيني وتجاه الأعراف والقوانين الدولية مرورا مما سبق وصولا إلى استهداف الطواقم الطبية والصحفيين واعتقالهم لإعماء الرأي العام العالمي عن حقيقة ما جرى على أرض غزة التي قاومت بشرف وبما تملكه من وسائل بسيطة أعتى آليات القتل وأكثرها حقدا وعنصرية في القرن الحادي والعشرين.

... آمين يا ربــــــــــــــ ...

... مشكور على المشاركة الكريمة يا أحمد ...

... تقبل فائق احترامي ...