شباب سوريون حذفوا السفر الى أميركا من قائمة أحلامهم
محمد الخضر
صحيفة الحياة،
يصعب استحضار صورة أميركا في أذهان السوريين من دون ربطها بجملة مواقف الولايات المتحدة تجاه سورية.
الرأي الغالب لدى الكثير من الشباب, يتمثل في وجود حنق وجفاء تجاه الولايات المتحدة من دون الكثير من التحليل أو التنظير. فأميركا "هي التي تدعم إسرائيل وتتبنى مواقفها, كما يقول عبدالكريم, مستصعباً أي حديث عن الأميركيين خارج هذه الصورة. ويضيف الشاب المتخرج في كلية الفلسفة في جامعة دمشق: "لا أستطيع أن أعجب بالنموذج الاميركي اقتصادياً أو اجتماعياً أو حضارياً طالما هؤلاء يضغطون على صدورنا". ويقر الشاب الذي لا يعتبر نفسه خاضعاً لأي أفكار مسبقة "ان الأمر قد يختلف جذرياً لو أن السؤال طرح على شاب في الهند أو الارجنتين أو أي بقعة ربما خارج نطاق المنطقة!". والرأي السابق يبلغ درجات أكثر وضوحاً وتطرفاً ربما لدى شباب آخرين. ويعلن عاصم (25 عاماً) كرهه لأميركا "سبب البلاء في هذه المنطقة".
ويضيف الشاب الذي يعمل في أحد المعامل الخاصة ولا يهتم كثيراً بالسياسة: "لا يمكن أن تفصل أحلامك وآمالك عن حياتك اليومية", مضيفاً أن الأميركيين "حاضرون يومياً أمامنا يهددوننا ويحتلون الأرض المجاورة لنا ويدعمون عدونا". ويتساءل الشاب بسخرية: "بعد كل هذا كيف أصدق كذبة الحرية والعدالة التي يبشرون العالم بها؟!". ويضيف: "شخصياً أبحث عن فرصة للسفر للخارج لكن ليس للولايات المتحدة بالتأكيد".
ويقول جلال (23 عاماً): "أحب زيارة دول العالم إلا أميركا! فهي بلد العنف واللاأمان". ويضيف: "أعرف ذلك من أفلامهم ورواياتهم وإعلامهم". ويرى الشاب خريج المعهد الزراعي, ان الحرية على الطريقة الأميركية "نسبية", مشيراً الى أن "العدوان على الناس والمصائب التي جلبتها أميركا للبشر تجعل من تلك الحرية خدعة كبرى", والى أنه "لم يتبق مصيبة في المعمورة إلا ولأميركا دور فيها".
ويميل الطلاب والفئات العمرية الأصغر قليلاً الى رؤى أكثر "براغماتية", فأميركا "بلد الجريمة المنظمة والتمييز ضد السود", لكنها أيضاً "البلد الذي يعيش فيه بشر من كل الأثنيات والأعراق والأجناس برفاهية كبيرة", كما يقول ماهر (25 عاماً), مضيفاً أن "الصورة التي نكونها عن أميركا هي حصيلة لما تقدمه وسائل الاعلام والسينما الهوليودية". ويضيف: "يحاول كل منا اختيار ما يدعم قناعته وفهمه لهذه الصور". ولا ينكر الشاب, خريج كلية الهندسة الإلكترونية, ان بعضهم يرى في أميركا بلد الحريات", ويستشهد بالانتخابات الرئاسية التي تشغل العالم.
بدورها, تؤكد بدور (24 عاما)ً أنها تود زيارة أميركا "من باب الإطلاع والاستكشاف لهذا العالم الذي يشغل بال البشر جميعاً, "لكن هذه الرغبة ليست حلماً كما يحاول بعضهم تصويره". وتضيف الشابة التي تدرس في مركز اللغة الأميركية ALC أن "الولايات المتحدة لا تشكل مدنية أو حضارة كما هو حال أوروبا لكن هذه ليست مشكلة طالما أن هذه الدولة التي لا يزيد عمرها 500 عام. والجميل انها تضم أناساً من الأعراق والديانات جميعها يعيشون سوياً بكل حرية".
لكن هذه الآراء الأولية لما هي أميركا تبدو جميعها نظرية وقد تكونت عبر وسائل الاعلام ويبدو أن ذلك يدعمه قلة أعداد السوريين الذين زاروا البلد العملاق, ويشير بعض الذين أتيحت لهم هذه الفرصة إلى جوانب أخرى أكثر واقعية في الحياة الأميركية لا يلمسها الآخرون, وتبدأ "بضعف إن لم يكن إنعدام الحياة الاجتماعية", كما تقول ريم (31 عاماً), مشيرة الى انها زارت شقيقتها في ديترويت لأشهر قليلة افتقدت خلالها التواصل بين البشر. وتضيف ريم المهندسة المتفرغـة لتربية طفليها إن "النـاس لطفاء لكن كل واحد بحاله, وهي ميزة إيجابية في بعض الجوانب لكن يصعب علينا التأقلم معها نحن الشرقيين, الأمر الذي جعلني أمل خلال الفترة القصيرة التي قضيتها هناك وهي ثلاثة أشهر".
ويذهب سامر (33 عاماً) الى أبعد من ذلك, مشيراً الى أنه تمكن قبل نحو أربعة أعوام من المكوث عاماً كاملاً في واشنطن عمل خلالها في إحدى محطات الوقود ساعات طويلة: "للوهلة الأولى بدت الحياة مدهشة وبخاصة لشخص مثلي أدهشه كل شيء, ناطحات السحاب والشوارع ومحطات التلفزة وسرعة إيقاع الحياة. كنت أعمل نحو 8 ساعات وأمضي ما يعادلها في التسكع والتعرف على المدينة وحياتها في الليل والنهار, لكن بعد فترة بدا لي كل شيء مملاً وأحياناً مخيفاً في ظل الوحدة التي يعيشها شخص غريب مثلي في ذلك المجتمع العالمي". ويقول سامر ان الحياة في أميركا التي تبدو حلماً للملايين, ليست كذلك بالنسبة له بل كانت "مجرد فرصة لا تعوض للعمل وجلب مبلغ من المال اشتريت به منزلاً صغيراً في إحدى ضواحي دمشق".
وكما تمثل أميركا بلد العمل والثراء السريع في مخيلة كثير من الشباب, فهي ايضاً بلد العلم والاختصاصات العلمية الرفيعة لدى شريحة واسعة من الطلاب الحالمين بمستقبل باهر. وتقول مي (22 عاماً): "أميركا بلد الاختصاص الذي اهتم بمواصلة دراستي فيه ولكنني في الوقت نفسه لا أحب العيش فيه". وتضيف طالبة الطب: "لا أعتقد أن في وسعي العيش في أميركا فترة طويلة, بالطبع لم أخض هذه التجربة من قبل لكن ما أسمعه ممن عاشوا هناك ومن التلفزيون أن الحياة ليست أمنة أو يسيرة على الفرد".
وتنفي الفتاة المحجبة التي تواظب على أداء فروضها الدينية, أن يكون ذلك له علاقة بتدينها بل على العكس, "أعتقد أنه إذا قدر لي وسافرت لمواصلة اختصاصي فإنني سأمارس معتقداتي الدينية بكل حرية وبدرجة غير محققة في كثير من دول العالم وحتى الأوروبية".
وتضيف أن خوفها من الحياة في أميركا "له علاقة بمستويات الجريمة العالية وبحجم الاختلاط الهائل بين البشر بحيث يتحول المرء الى رقم وسط تلك الجموع من شتى الأعراق.
وعلى رغم إقرار حازم (27 عاماً) بكلام مي عن تلك الجوانب, فإنه لا يزال يحلم بمتابعة دراسته العليا في إحدى الجامعات الأميركية المرموقة. ويضيف الشاب خريج قسم الصحافة: "معظم من درّسونا في الجامعة من خريجي الاتحاد السوفياتي, وكان حضور أستاذ من خريجي الجامعات الأميركية أمر نادر لنا ولطلاب الدراسات الإنسانية عموماً". ويضيف: "دراسة العلوم السياسية والعلوم والاقتصادية في أميركا تبدو حلماً لكثير من زملائي أولاً للمبالغ الضخمة التي تكلفها السنة الدراسية في الجامعات المرموقة كجورج تاون وكولومبيا, وثانياً لصعوبة الحصول على الفيزا".
أما ماهر فبدا أنه قد عدل نهائياً عن فكرة السفر للعمل أو الدراسة في أمريكا: "كانت لدي صورة وردية وحالمة لبلاد الحلم الأميركي, كل شيء كان يدفعني لذلك لكن الأمور بدأت تتغير كلياً بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر). لقد حذفت اميركا من قائمة أحلامي, وبت أبحث جدياً الآن في السفر إلى إحدى الدول الأوروبية أو كندا".
محمد الخضر
صحيفة الحياة،
يصعب استحضار صورة أميركا في أذهان السوريين من دون ربطها بجملة مواقف الولايات المتحدة تجاه سورية.
الرأي الغالب لدى الكثير من الشباب, يتمثل في وجود حنق وجفاء تجاه الولايات المتحدة من دون الكثير من التحليل أو التنظير. فأميركا "هي التي تدعم إسرائيل وتتبنى مواقفها, كما يقول عبدالكريم, مستصعباً أي حديث عن الأميركيين خارج هذه الصورة. ويضيف الشاب المتخرج في كلية الفلسفة في جامعة دمشق: "لا أستطيع أن أعجب بالنموذج الاميركي اقتصادياً أو اجتماعياً أو حضارياً طالما هؤلاء يضغطون على صدورنا". ويقر الشاب الذي لا يعتبر نفسه خاضعاً لأي أفكار مسبقة "ان الأمر قد يختلف جذرياً لو أن السؤال طرح على شاب في الهند أو الارجنتين أو أي بقعة ربما خارج نطاق المنطقة!". والرأي السابق يبلغ درجات أكثر وضوحاً وتطرفاً ربما لدى شباب آخرين. ويعلن عاصم (25 عاماً) كرهه لأميركا "سبب البلاء في هذه المنطقة".
ويضيف الشاب الذي يعمل في أحد المعامل الخاصة ولا يهتم كثيراً بالسياسة: "لا يمكن أن تفصل أحلامك وآمالك عن حياتك اليومية", مضيفاً أن الأميركيين "حاضرون يومياً أمامنا يهددوننا ويحتلون الأرض المجاورة لنا ويدعمون عدونا". ويتساءل الشاب بسخرية: "بعد كل هذا كيف أصدق كذبة الحرية والعدالة التي يبشرون العالم بها؟!". ويضيف: "شخصياً أبحث عن فرصة للسفر للخارج لكن ليس للولايات المتحدة بالتأكيد".
ويقول جلال (23 عاماً): "أحب زيارة دول العالم إلا أميركا! فهي بلد العنف واللاأمان". ويضيف: "أعرف ذلك من أفلامهم ورواياتهم وإعلامهم". ويرى الشاب خريج المعهد الزراعي, ان الحرية على الطريقة الأميركية "نسبية", مشيراً الى أن "العدوان على الناس والمصائب التي جلبتها أميركا للبشر تجعل من تلك الحرية خدعة كبرى", والى أنه "لم يتبق مصيبة في المعمورة إلا ولأميركا دور فيها".
ويميل الطلاب والفئات العمرية الأصغر قليلاً الى رؤى أكثر "براغماتية", فأميركا "بلد الجريمة المنظمة والتمييز ضد السود", لكنها أيضاً "البلد الذي يعيش فيه بشر من كل الأثنيات والأعراق والأجناس برفاهية كبيرة", كما يقول ماهر (25 عاماً), مضيفاً أن "الصورة التي نكونها عن أميركا هي حصيلة لما تقدمه وسائل الاعلام والسينما الهوليودية". ويضيف: "يحاول كل منا اختيار ما يدعم قناعته وفهمه لهذه الصور". ولا ينكر الشاب, خريج كلية الهندسة الإلكترونية, ان بعضهم يرى في أميركا بلد الحريات", ويستشهد بالانتخابات الرئاسية التي تشغل العالم.
بدورها, تؤكد بدور (24 عاما)ً أنها تود زيارة أميركا "من باب الإطلاع والاستكشاف لهذا العالم الذي يشغل بال البشر جميعاً, "لكن هذه الرغبة ليست حلماً كما يحاول بعضهم تصويره". وتضيف الشابة التي تدرس في مركز اللغة الأميركية ALC أن "الولايات المتحدة لا تشكل مدنية أو حضارة كما هو حال أوروبا لكن هذه ليست مشكلة طالما أن هذه الدولة التي لا يزيد عمرها 500 عام. والجميل انها تضم أناساً من الأعراق والديانات جميعها يعيشون سوياً بكل حرية".
لكن هذه الآراء الأولية لما هي أميركا تبدو جميعها نظرية وقد تكونت عبر وسائل الاعلام ويبدو أن ذلك يدعمه قلة أعداد السوريين الذين زاروا البلد العملاق, ويشير بعض الذين أتيحت لهم هذه الفرصة إلى جوانب أخرى أكثر واقعية في الحياة الأميركية لا يلمسها الآخرون, وتبدأ "بضعف إن لم يكن إنعدام الحياة الاجتماعية", كما تقول ريم (31 عاماً), مشيرة الى انها زارت شقيقتها في ديترويت لأشهر قليلة افتقدت خلالها التواصل بين البشر. وتضيف ريم المهندسة المتفرغـة لتربية طفليها إن "النـاس لطفاء لكن كل واحد بحاله, وهي ميزة إيجابية في بعض الجوانب لكن يصعب علينا التأقلم معها نحن الشرقيين, الأمر الذي جعلني أمل خلال الفترة القصيرة التي قضيتها هناك وهي ثلاثة أشهر".
ويذهب سامر (33 عاماً) الى أبعد من ذلك, مشيراً الى أنه تمكن قبل نحو أربعة أعوام من المكوث عاماً كاملاً في واشنطن عمل خلالها في إحدى محطات الوقود ساعات طويلة: "للوهلة الأولى بدت الحياة مدهشة وبخاصة لشخص مثلي أدهشه كل شيء, ناطحات السحاب والشوارع ومحطات التلفزة وسرعة إيقاع الحياة. كنت أعمل نحو 8 ساعات وأمضي ما يعادلها في التسكع والتعرف على المدينة وحياتها في الليل والنهار, لكن بعد فترة بدا لي كل شيء مملاً وأحياناً مخيفاً في ظل الوحدة التي يعيشها شخص غريب مثلي في ذلك المجتمع العالمي". ويقول سامر ان الحياة في أميركا التي تبدو حلماً للملايين, ليست كذلك بالنسبة له بل كانت "مجرد فرصة لا تعوض للعمل وجلب مبلغ من المال اشتريت به منزلاً صغيراً في إحدى ضواحي دمشق".
وكما تمثل أميركا بلد العمل والثراء السريع في مخيلة كثير من الشباب, فهي ايضاً بلد العلم والاختصاصات العلمية الرفيعة لدى شريحة واسعة من الطلاب الحالمين بمستقبل باهر. وتقول مي (22 عاماً): "أميركا بلد الاختصاص الذي اهتم بمواصلة دراستي فيه ولكنني في الوقت نفسه لا أحب العيش فيه". وتضيف طالبة الطب: "لا أعتقد أن في وسعي العيش في أميركا فترة طويلة, بالطبع لم أخض هذه التجربة من قبل لكن ما أسمعه ممن عاشوا هناك ومن التلفزيون أن الحياة ليست أمنة أو يسيرة على الفرد".
وتنفي الفتاة المحجبة التي تواظب على أداء فروضها الدينية, أن يكون ذلك له علاقة بتدينها بل على العكس, "أعتقد أنه إذا قدر لي وسافرت لمواصلة اختصاصي فإنني سأمارس معتقداتي الدينية بكل حرية وبدرجة غير محققة في كثير من دول العالم وحتى الأوروبية".
وتضيف أن خوفها من الحياة في أميركا "له علاقة بمستويات الجريمة العالية وبحجم الاختلاط الهائل بين البشر بحيث يتحول المرء الى رقم وسط تلك الجموع من شتى الأعراق.
وعلى رغم إقرار حازم (27 عاماً) بكلام مي عن تلك الجوانب, فإنه لا يزال يحلم بمتابعة دراسته العليا في إحدى الجامعات الأميركية المرموقة. ويضيف الشاب خريج قسم الصحافة: "معظم من درّسونا في الجامعة من خريجي الاتحاد السوفياتي, وكان حضور أستاذ من خريجي الجامعات الأميركية أمر نادر لنا ولطلاب الدراسات الإنسانية عموماً". ويضيف: "دراسة العلوم السياسية والعلوم والاقتصادية في أميركا تبدو حلماً لكثير من زملائي أولاً للمبالغ الضخمة التي تكلفها السنة الدراسية في الجامعات المرموقة كجورج تاون وكولومبيا, وثانياً لصعوبة الحصول على الفيزا".
أما ماهر فبدا أنه قد عدل نهائياً عن فكرة السفر للعمل أو الدراسة في أمريكا: "كانت لدي صورة وردية وحالمة لبلاد الحلم الأميركي, كل شيء كان يدفعني لذلك لكن الأمور بدأت تتغير كلياً بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر). لقد حذفت اميركا من قائمة أحلامي, وبت أبحث جدياً الآن في السفر إلى إحدى الدول الأوروبية أو كندا".
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:58 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:55 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:54 am من طرف bulbul92
» اغاني عربية في حياتنا
الأربعاء أبريل 22, 2015 11:49 am من طرف bulbul92
» تيني ديل 2014
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 6:42 am من طرف mohamed elame
» شرح كامل عن موقع Tinydeal الموقع الصيني الشهير :
الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 8:10 pm من طرف mohamed elame
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574 ونقل العفش
السبت أغسطس 23, 2014 11:42 pm من طرف معاويه علي
» ارقام شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574
الجمعة أغسطس 22, 2014 12:21 am من طرف معاويه علي
» شراء الاثاث المستعمل بالرياض 0500308574
الخميس أغسطس 21, 2014 12:20 am من طرف معاويه علي