... الفنانون المصريون : الحذاء الطائر أقوى من الصاروخ و القنبلة ...

عبر الشاعر المصري الكبير " عبد الرحمن الأبنودي" عن سعادته الكبيرة من موقف الصحفي العراقي "منتظر الزيدي" وإلقائه بفردتي حذائه في وجه الرئيس الأمريكي "جورش بوش" ، وقال الأبنودي في اتصال هاتفي لبرنامج تسعين دقيقة على قناة المحور : شعرت بذهول حينما رأيت هذا المشهد ، وفرحت بما فعله هذا الصحفي الشجاع ، والذي اعتبره فخر وشرف لكل الأحرار .

وطالب الأبنودي بضرورة الوقوف بجانب الصحفي "منتظر الزيدي " وقال : على كل الأمة وكل النقابات وكل الأقلام أن تتحرك لإنقاذ منظر والوقوف بجانبه ومساندته في أسره ، وعلينا جميعاً دور كبير في ألا نتخلى عنه ، وهو الرجل الذي رفع رأس العرب بموقفه الشجاع .

وعندما طلب مقدم البرنامج من الأبنودي أن يكتب قصيدة عن هذا الموقف ، قال الأبنودي : ما فعله منتظر في حد ذاته أبلغ وأعظم قصيدة ، ولا أستطيع أن أقول شيء بعد ما قالته فردتي حذاء هذا الرجل الحر ، فهو أبلغ وأعظم قول ، كنا طوال السنين نكتب ونحتج ولم نستطع أن نفعل ما فعله الزيدي فليس هناك قول أبلغ من قوله ولا فعل أعظم من فعله ،ويحضرني بيت شعر للمتنبي قال فيه : " السيف أصدق وأنبأ من الكتب " وأنا هنا في هذا الموقف أقول : " البنص أصدق وأنبأ من الكتب " ، فتحية لهذا البطل الذي استطاع أن يفرح ملايين البيوت في الوطن العربي .

وأضاف الأبنودي : عندما سمعت صفيق حاد وصرخات الفرح تعلو في الشوارع والناس أملام التلفاز أعتقدت أنها مباراة كرة قدم ، ولكني فوجئت بأنه بوش يضرب بالحذاء ،وكان أعظم مشهد رأيته ، وشعرت بالذهول والفرح .

وحول إذا كانت الأمة العربية أصيبت بالإيدز وفقدت المناعة ، قال الأبنودي : أبداً كلام خطأ بدليل ما فعله الزيدي ، فالأمة العربية لن تموت ، ولكن يمر عليها فترات انحطاط وفترات غياب وتعاسة وانكسار، ولكن لن تموت أبداً ، ومازال الحلم بظهور شباب عربي واعد وحر موجود عند كلاً منا ، وسيأتي اليوم الذي تقف فيه الأمة العربية على أقدامه من جديد .

وعلقت مقدمة البرنامج بأن هناك قول لبوش حينما سئل عن شعوره فيما سيكتبه ويسجله عنه التاريخ فيما بعد ، فقال بوش قوله الشهير : لا أظن بأني سأكون موجود عندما سيحكم علي التاريخ

وعلق الأبنودي على هذا القول : وجاء اليوم الذي رد التاريخ فيه على بوش ومن أرض العراق ، وكان رده أبلغ رد وهو الحذاء الطائر الذي كان أشد من الصاروخ والقنبلة .

وعبر الأبنودي ساخراً عن دهشته من سرعة بوش ومهارته في تصدي الضربة ، التي كانت ستصيبه في وجهه ، وعبر أيضاً عن انبهاره بقوه الزيدي في النيشان ، وقال : الضربة الأولى جاءت فوق رأس بوش ، والضربة الثانية جاءت في العلم الأمريكي ، وهي كانت أصدق وأبلغ رد عما فعله بوش في العراق .

من ناحية أخري أصدرت نقابة المهن السينمائية بياناً تناشد فيه بسرعة الإفراج عن الزيدي مؤكدة خلال البيان أن ما فعله المصور التليفزيوني العراقي كان رد فعل لما ارتكبه جورج بوش في حق العراق والعراقيين من جرائم حرب عند غزو جيشه للعراق الشقيق دون أية أسباب موضوعية

وأشار البيان أيضا إلي أن ما فعله بوش بالعراق والشعب العراقي أصابه بكوراث اقتصادية وسياسية وعسكرية واجتماعية طوال السنوات الماضية وسيظل أثرها باقيا طوال سنوات كثرة قادمة
كما أن بوش يمثل في العالم المساند غير العادل لاسرائيل فيما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني، لذلك تناشد النقابة بسرعة الإفراج عنه.


في الوقت نفسه كتب الشاعر الغنائي " إسلام خليل" أغنية تعبر عن هذه الواقعة، قائلا خلال اتصال هاتفي مع برنامج "الحياة اليوم" : شعرت بفرحة لم أشعر بها من قبل وإحساس بالانتصار حينما رأيت الحذاء يطير في وجه بوش ، وسهرت ولم أنم حتى كتبت كلمات الأغنية ، لتكون أول أغنية معبرة عن الحدث الذي أفرح كل الشعوب التي ظلمها بوش ، وأسعد أهالي المليون شهيد الذين قتلهم بوش بقواته .